ماهي المشفوعات في الدعوى في السعودية

ماهي المشفوعات في الدعوى في السعودية تعتبر الدعوى القضائية الوسيلة النظامية التي يلجأ إليها الأفراد أو الجهات للمطالبة بحقوقهم أو دفع الضرر عنهم. وفي النظام القضائي السعودي، يتم تنظيم صحيفة الدعوى بشكل دقيق، بحيث تتضمن عناصر أساسية تتيح للقاضي فهم القضية والإلمام بجميع تفاصيلها. ومن بين هذه العناصر تأتي المشفوعات، التي تعدّ جزءاً محورياً من صحيفة الدعوى.
فما هي المشفوعات؟ وما الفرق بينها وبين الأسانيد؟ وماذا يجب على المدعي أن يكتب فيها؟ هذا ما سنوضحه بالتفصيل في هذا المقال.
ابشر بعزك نحن في خدمتك
فقط املئ البيانات
وسوف نتواصل معك
ماهي المشفوعات في الدعوى في السعودية؟
المشفوعات في صحيفة الدعوى هي المرفقات والوثائق والأدلة التي يقدمها المدعي لدعم دعواه وإثبات صحة أقواله وطلباته.
تشمل هذه المشفوعات مجموعة واسعة من الأوراق والوثائق الرسمية، مثل:
- العقود والاتفاقيات الموقعة بين الأطراف.
- الفواتير والإيصالات المالية.
- صكوك الملكية أو رخص البناء أو التراخيص الرسمية.
- المستندات التعريفية مثل الهوية الوطنية أو السجل التجاري.
- أي أوراق أو وثائق ذات صلة يمكن أن تعزز موقف المدعي أمام القاضي.
إذن، المشفوعات هي بمثابة الأدلة الملموسة التي تُضاف إلى صحيفة الدعوى وتُرفق بها لتقوية الدعوى وإثباتها أمام المحكمة.
الفرق بين المشفوعات والأسانيد
رغم أن بعض الناس قد يخلطون بين المشفوعات والأسانيد، إلا أن بينهما فرقاً جوهرياً:
- المشفوعات: هي الوثائق والمرفقات التي تدعم الدعوى (مثل العقود، الفواتير، الصور، الشهادات).
- الأسانيد: هي المرتكزات النظامية أو الشرعية التي يستند إليها المدعي لتبرير حقه (مثل النصوص الشرعية من القرآن أو السنة، أو مواد نظامية من الأنظمة السعودية).
بمعنى آخر:
- المشفوعات = أدلة مادية.
- الأسانيد = أدلة قانونية وشرعية.
فالمدعي عندما يكتب صحيفة الدعوى يجب أن يذكر الأسانيد التي توضح لماذا يحق له المطالبة، ثم يدعم ذلك عملياً بـ المشفوعات التي تثبت صحة دعواه.
نموذج المشفوعات في صحيفة الدعوى
عند كتابة صحيفة الدعوى في السعودية عبر بوابة ناجز أو أمام المحكمة، يُذكر قسم خاص تحت مسمى المشفوعات، ويُدوّن فيه بشكل منظم الوثائق المرفقة مع الدعوى.
مثال توضيحي:
المشفوعات:
- صورة من العقد المبرم بين الطرفين بتاريخ (…..).
- صورة من الحوالة البنكية المؤرخة في (…..).
- صورة من الهوية الوطنية للمدعي.
- صورة من السجل التجاري للمدعى عليه.
بهذا الشكل يكون القاضي أو الموظف المختص على دراية بجميع المرفقات المرفقة مع الصحيفة، ويستطيع الرجوع إليها بسهولة أثناء دراسة القضية.
ماذا يكتب في المشفوعات؟
يجب أن يكتب المدعي في المشفوعات قائمة واضحة ومفصلة بالأدلة والوثائق التي تدعم دعواه، بحيث يتمكن القاضي من الاطلاع عليها دون لبس.
ومن أهم النقاط التي يجب مراعاتها عند كتابة المشفوعات:
- ذكر نوع الوثيقة بشكل محدد (عقد، فاتورة، إيصال، صك ملكية).
- تدوين التاريخ المرتبط بالوثيقة.
- إذا كانت هناك عدة نسخ، فيُذكر العدد (مثلاً: ثلاث صور من الفواتير).
- التأكد من أن جميع الوثائق ذات صلة مباشرة بموضوع الدعوى.
الأسئلة الشائعة حول المشفوعات في الدعوى
1- هل يمكن رفع دعوى بدون مشفوعات؟
نعم يمكن، ولكن ستكون الدعوى ضعيفة، وغالباً قد تُرفض أو يُطلب استكمال مشفوعاتها، لأن القاضي يحتاج إلى أدلة مادية لدعم المطالبة.
2- هل يجب أن تكون المشفوعات أصلية أم صوراً؟
الأفضل تقديم الأصول، لكن غالباً تُرفق صور مصدّقة، مع إمكانية مطالبة القاضي بالأصل عند الحاجة.
3- هل المشفوعات تختلف باختلاف نوع القضية؟
نعم، فمثلاً في القضايا العقارية تكون صكوك الملكية أهم مشفوع، بينما في القضايا التجارية تبرز العقود والفواتير.
4- ما دور المحامي في المشفوعات؟
المحامي يساعد موكله في جمع المشفوعات، ترتيبها، صياغتها بشكل قانوني، وضمان أن تكون مقبولة لدى المحكمة.
ما هو الفرق بين المشفوعات والأسانيد؟ (إعادة للتأكيد)
- المشفوعات: أدلة ملموسة مكتوبة أو مرفقة مع الدعوى.
- الأسانيد: الحجج النظامية والشرعية التي يبرر بها المدعي حقه.
إذن: الأسانيد تُثبت مشروعية الطلب، والمشفوعات تُثبت واقعية الدعوى.
الخاتمة
إن المشفوعات في صحيفة الدعوى في السعودية تعدّ جزءاً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه، إذ تمثل الأدلة المرفقة التي تساند مطالب المدعي أمام المحكمة. والتمييز بينها وبين الأسانيد أمر في غاية الأهمية، فالأولى تتعلق بالمستندات المادية، بينما الثانية ترتبط بالنصوص النظامية والشرعية.
ولذلك، فإن نجاح أي دعوى قضائية يعتمد بدرجة كبيرة على حسن إعداد صحيفة الدعوى، وصياغة الأسانيد بشكل قانوني صحيح، وإرفاق المشفوعات المناسبة التي تُثبت الحقوق وتدعم المطالبة أمام القضاء.