إجراءات الطلاق في السعودية للمقيمين: دليل شامل لسير دعوى الطلاق

إجراءات الطلاق في السعودية للمقيمين تُعد المملكة العربية السعودية من الدول التي شهدت تطورًا ملحوظًا في الأنظمة القضائية، خاصةً فيما يتعلق بالأحوال الشخصية. وقد أولت الحكومة اهتمامًا كبيرًا بتنظيم إجراءات الطلاق، ليس فقط للمواطنين السعوديين، بل شملت أيضًا المقيمين من الجنسيات المختلفة. يهدف هذا التنظيم إلى ضمان حقوق جميع الأطراف المعنية، وتوفير بيئة قانونية عادلة ومنصفة.

في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل إجراءات الطلاق في السعودية للمقيمين، بدءًا من تقديم الدعوى وحتى الحصول على صك الطلاق، مع التركيز على الجوانب القانونية والعملية التي تهم المقيمين في المملكة.

ابشر بعزك نحن في خدمتك
فقط املئ البيانات
وسوف نتواصل معك

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.

أولًا: السياق القانوني للطلاق في السعودية

تستند إجراءات الطلاق في السعودية إلى الشريعة الإسلامية، وتُطبق من خلال نظام الأحوال الشخصية الذي تم تطويره مؤخرًا ليواكب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية. ويُعتبر نظام الأحوال الشخصية الصادر بالأمر الملكي رقم (م/73) بتاريخ 6 شعبان 1443هـ (8 مارس 2022م) المرجعية الأساسية في قضايا الطلاق.

ويشمل هذا النظام تنظيمًا دقيقًا لإجراءات الطلاق، بما في ذلك شروطه، وتوثيقه، والحقوق المترتبة عليه، مثل النفقة والحضانة. وقد تم تصميم هذه الإجراءات لتكون شاملة وعادلة، مع مراعاة خصوصية المقيمين وظروفهم القانونية.


ثانيًا: أنواع الطلاق في النظام السعودي

ينقسم الطلاق في السعودية إلى نوعين رئيسيين:

  1. الطلاق الرجعي: يحدث عندما يطلق الزوج زوجته طلقة أولى أو ثانية، ويحق له مراجعتها خلال فترة العدة دون الحاجة إلى عقد جديد.
  2. الطلاق البائن: يحدث عندما يطلق الزوج زوجته الطلقة الثالثة، أو عندما يتم الطلاق بناءً على خلع أو حكم قضائي، ولا يحق للزوج مراجعتها إلا بعقد ومهر جديدين

ويُشترط في جميع حالات الطلاق أن يكون الزوج عاقلًا، بالغًا، مختارًا، وأن يتم الطلاق بصيغة واضحة تدل على إنهاء العلاقة الزوجية.


ثالثًا: خطوات تقديم دعوى الطلاق للمقيمين

تختلف إجراءات الطلاق في السعودية للمقيمين حسب ما إذا كان الزوجان من نفس الجنسية أو من جنسيات مختلفة، وكذلك حسب ما إذا كان الطلاق بالتراضي أو بناءً على دعوى قضائية. وفيما يلي الخطوات العامة لتقديم دعوى الطلاق:

  1. التوجه إلى المحكمة المختصة: يجب على الزوج أو الزوجة التوجه إلى محكمة الأحوال الشخصية في المنطقة التي يقيمون فيها. وفي حال عدم وجود محكمة أحوال شخصية، يتم التوجه إلى المحكمة العامة.
  2. إعداد صحيفة الدعوى: يتم إعداد صحيفة الدعوى التي تتضمن بيانات الزوجين، وتفاصيل الزواج، وأسباب الطلاق، والمطالبات المتعلقة بالنفقة والحضانة وغيرها.
  3. تقديم الدعوى: يتم تقديم صحيفة الدعوى إلى المحكمة، وتحديد موعد للجلسة الأولى.
  4. محاولة الصلح: تحاول المحكمة إجراء صلح بين الزوجين، وإذا تعذر ذلك، تستمر في نظر الدعوى.
  5. إصدار الحكم: بعد استكمال الإجراءات، تصدر المحكمة حكمها بالطلاق، وتحدد الحقوق المترتبة عليه
  6. توثيق الطلاق: يجب توثيق الطلاق رسميًا من خلال وزارة العدل، والحصول على صك الطلاق.

رابعًا: توثيق الطلاق للمقيمين

يُعد توثيق الطلاق خطوة أساسية لضمان الحقوق القانونية للزوجين بعد الطلاق. ويتم توثيق الطلاق من خلال منصة “ناجز” التابعة لوزارة العدل، وفقًا للخطوات التالية

  1. الدخول إلى منصة ناجز: يتم الدخول إلى المنصة
  2. تسجيل الدخول: يتم تسجيل الدخول باستخدام حساب النفاذ الوطني الموحد.
  3. اختيار الخدمة: يتم اختيار خدمة “توثيق طلاق” من قائمة الخدمات الإلكترونية
  4. إدخال البيانات: يتم إدخال بيانات الزوجين، وتاريخ الطلاق، وأسباب الطلاق، وإرفاق المستندات المطلوبة، مثل عقد الزواج.
  5. تقديم الطلب: يتم تقديم الطلب، ومتابعة حالته عبر المنصة.
  6. استلام صك الطلاق: بعد الموافقة على الطلب، يتم إصدار صك الطلاق إلكترونيًا، ويمكن طباعته مباشرة.

ويُشترط توثيق الطلاق خلال مدة أقصاها 15 يومًا من تاريخ وقوعه، وفقًا للمادة 90 من نظام الأحوال الشخصية.


خامسًا: دور السفارات والقنصليات في توثيق الطلاق

بالنسبة للمقيمين الأجانب، يُنصح بعد توثيق الطلاق في السعودية، بالتوجه إلى سفارة أو قنصلية بلدهم لتوثيق الطلاق وفقًا للإجراءات المتبعة في بلدهم. ويُعتبر هذا التوثيق ضروريًا لتحديث الحالة الاجتماعية في الوثائق الرسمية، مثل جواز السفر، ولضمان الاعتراف بالطلاق في بلدهم الأصلي.


سادسًا: حقوق الزوجة بعد الطلاق

يضمن النظام السعودي للزوجة حقوقًا متعددة بعد الطلاق، تشمل

  1. النفقة: تشمل النفقة السكن، والمأكل، والملبس، والعلاج، وتستمر خلال فترة العدة، وقد تستمر بعد ذلك إذا كانت الحضانة للأم.
  2. الحضانة: تُمنح الحضانة للأم في الغالب، ما لم يثبت عدم أهليتها، ويتم تحديدها بناءً على مصلحة الطفل.
  3. المؤخر: يحق للزوجة المطالبة بالمؤخر المتفق عليه في عقد الزواج.
  4. المتعة: قد تُمنح الزوجة متعة مالية تُحدد حسب ظروف الطلاق.

ويتم تحديد هذه الحقوق بناءً على ما تقرره المحكمة، وفقًا للظروف الخاصة بكل حالة.


سابعًا: الطلاق الإلكتروني

أتاحت وزارة العدل السعودية خدمة الطلاق الإلكتروني عبر منصة “ناجز”، لتسهيل الإجراءات وتسريعها. وتُعد هذه الخدمة مفيدة للمقيمين الذين يرغبون في إنهاء إجراءات الطلاق دون الحاجة إلى الحضور الشخصي للمحكمة، خاصةً في الحالات التي يكون فيها الطلاق بالتراضي.


ثامنًا: نصائح للمقيمين حول الطلاق في السعودية

  1. الاستعانة بمحامٍ: يُنصح بالتواصل مع محامٍ متخصص في قضايا الأحوال الشخصية للحصول على استشارة قانونية دقيقة.
  2. الاحتفاظ بالوثائق: يجب الاحتفاظ بنسخ من جميع الوثائق المتعلقة بالزواج والطلاق، مثل عقد الزواج، وصك الطلاق.
  3. تحديث البيانات: بعد الطلاق، يجب تحديث الحالة الاجتماعية في الجهات الرسمية، مثل الجوازات، والأحوال المدنية.
  4. التواصل مع السفارة: يُنصح بالتواصل مع سفارة بلدك لتوثيق الطلاق، وضمان الاعتراف به في بلدك الأصلي.

خاتمة

تُعد إجراءات الطلاق في السعودية للمقيمين منظمة بشكل يضمن العدالة وحفظ الحقوق لجميع الأطراف. ومن خلال اتباع الخطوات القانونية الصحيحة، يمكن للمقيمين إنهاء العلاقة الزوجية بطريقة قانونية، مع ضمان حقوقهم وحقوق أبنائهم.

ويُظهر النظام السعودي مرونة وتطورًا في التعامل مع قضايا الأحوال الشخصية، مما يعكس التزام المملكة بتوفير بيئة قانونية عادلة ومنصفة لجميع المقيمين على أراضيها.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لطلب استشارة