محامي قضايا قتل أو اعتداء: كيف يبني دفاعك القانوني؟

محامي قضايا قتل أو اعتداء: كيف يبني دفاعك القانوني؟ تعد قضايا القتل والشروع في القتل من أخطر أنواع الجرائم الجنائية التي تواجه المجتمع السعودي، نظرا لما تمثله من اعتداء مباشر على حق الإنسان في الحياة  وهو من أقدس الحقوق التي كفلتها الشريعة الإسلامية والأنظمة القانونية في المملكة العربية السعودية, ولهذا السبب أولت المنظومة العدلية في السعودية أهمية كبيرة لمعالجة هذه القضايا بتشريعات صارمة وعقوبات رادعة تضمن ردع الجناة وتحقيق العدالة وإنصاف المجني عليهم وأولياء.

تعريف القتل في النظام الجنائي:

يقصد بجريمة قتل الإنسان بأنه: إزهاق روح إنسان معصوم دون وجه حق، ولقد حرمت الشريعة الإسلامية القتل بالنص على ذلك صراحة في القرآن الكريم في قوله تعالى:“وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ  وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِي الْقَتْلِ  إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا”.

ولقد نص القرآن الكريم على القصاص من القاتل بقوله تعالي: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ والأنثى بالأنثىفَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ  ذلَك تَخْفِيفٌ مِنْ رَبّكُمْ وَرَحْمَةٌ  فَمَنِ اعتدى بَعْدَ ذلَك فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ””.

فجريمة القتل في الشريعة الإسلامية استُحق عنها العقاب في الدنيا ودخول النار في الآخرة، لأنه اعتداء على خلق الله  وإزهاق للنفس التي حرم الله سبحانه وتعالى، وتهديد لأمن الجماعة وحياة المجتمع، واعتداء على الإنسانية التي منحت من الله للبشرية.

أنواع القتل في القانون السعودي.

يعتبر القتل في النظام السعودي جريمة جنائية يُفرض عليها عقوبات قاسية تختلف باختلاف نوع القتل المُرتكب, وعلى اعتبار أن النظام الجنائي في السعودية قد استمد أحكامه من الشريعة الإسلامية فقد اعتبر جرائم القتل من جرائم القصاص والدية وذلك استناداً لنوع جريمة القتل المُقترفة. لذلك فإن أنواع القتل بالقانون السعودي تتنوع إلى:

القتل العمد في القانون السعودي: وهو الذي يتم بعد التفكير بشكل مُسبق في ارتكاب الجريمة والتخطيط لها, أو هو عبارة عن إزهاق روح إنسان بشكل عمد باستخدام وسيلة من الوسائل القاتلة كالسلاح, وذلك بعد سبق الإصرار والترصد, وهناك العديد من أنواع القتل العمد تختلف باختلاف الدوافع التي دفعت لارتكاب الجريمة والأسلوب المُستخدم بالقتل.

القتل شبه العمد:  هو الذي لا يقصد فيه الجاني موت المجني عليه، وإنما تتجه إرادته إلى الاعتداء بقصد الإيلام أو التأديب مثلًا، ولكن يترتب على الاعتداء موت المجني عليه؛ فيُسمى قتل شبه عمد، ومثاله: أن تحدث مشاجرة في الشارع العام ويقوم الجاني بضرب المجني عليه بحجر صغير؛ فيتوفي عل أثر ذلك.

القتل الخطأ:  هو الذي لا يقصد فيه الجاني لا الاعتداء ولا الإصابه بأي قصد، وإنما يكون فيه الجاني قد اتخذ فعلًا معينًا ترتب عليه دون قصد منه موت المجني عليه، ومثاله: أن يكون الجاني في رحلة صيد، وهو يصوب نحو الحيوان؛ فتتجه الطلقة بالخطأ نحو المجني عليه الذي كان واقفًا بالقرب من الحيوان؛ فيتوفى.

ما هي أركان جريمة القتل في النظام السعودي؟

تتمثل أركان جريمة القتل في الركن المادي, والركنوالمعنوي, الركن الشرعي أو النظامي.

1. الركن المادي:

وتنقسم عناصر الركن المادي للجريمة إلى الفعل, والنتيجة الجرمية, والرابطة السببية:

• الفعل:  بكافة التصرفات المادية التي يقوم بها المجرم أثناء ارتكاب جريمته، كإطلاق النار أو الضرب أو التهديد.
• النتيجة الجرمية: فتتمثل بالحالة التي يصل إليها المجني عليه نتيجة ارتكاب الجريمة بحقه, كحدوث الوفاة, أو الضرب, أو الاصابات البالغة.
• الرابطة السببية: تقوم إذا ما كانت النتيجة الجرمية سببها الرئيسي والمباشر هي أفعال الجاني, وليس هناك أسباب أخرى كالقوة القاهرة, أو الحادث الفجائي, أو فعل الجاني, أو فعل الغير.
• الركن المعنوي:

ويتألف الركن المعنوي للجريمة من عنصرين هما: النية الإجرامية, والقصد الجنائي:

• النية الإجرامية : تتوافر لدى الجاني بمجرد علمه أن ما يقوم به من أفعال، تشكل جريمة جنائية يعاقب عليها النظام السعودي، ومع ذلك يقوم بارتكابها.
• القصد الجنائي:  فيظهر لدى الجاني إذا ما قام بالأفعال المادية اللازمة للجريمة، وقصد تحقيق النتيجة الإجرامية من تلك الأفعال.
• الركن الشرعي:

ويسمى أيضاً بالركن النظامي, أو الركن القانوني، ويتمثل الركن الشرعي للجريمة بالنصوص النظامية التي تجرم الجريمة الجنائية، سواء كانت قتلاً, أو تهديداً, أو تزويراً, أو قضية تتعلق بالإتجار بالمخدرات أو غيرها، وذلك بموجب نصوص نظامية واردة في أنظمة جزائية، وفي حال عدم وجود تلك النصوص فيتم الأخذ بأحكام الشريعة الإسلامية.

عقوبة القتل في القانون السعودي:

تختلف العقوبة علي حسب نوع القتل سواء كان قتل عمد, أم قتل شبه عمد ,أم قتل خطأ, وذلك كالتالي:

1-     عقوبة القتل العمد: القتل العمد هو الجريمة التي يرتكبها الشخص بنية مسبقة وتخطيط، مع توافر القصد الجنائي لإزهاق روح الضحية, و يُعاقب مرتكب القتل العمد بأشد العقوبات، والتي قد تصل إلى الإعدام، نظراً لخطورة هذا النوع من الجرائم وتأثيره السلبي الكبير على المجتمع.

•      القصاص (الإعدام): إذا ثبت ارتكاب الجريمة بنية مسبقة وتخطيط.

•      الدية: في حالة عفو أهل الضحية عن القصاص، تُدفع دية قدرها مئة من الإبل، منها أربعون حوامل، أو ما يعادلها نقداً (حوالي 400 ألف ريال).

2-     عقوبة القتل شبه العمد: القتل شبه العمد يحدث عندما يرتكب الجاني فعلًا بقصد إلحاق الأذى بالضحية، ولكن دون نية مسبقة للقتل, و في هذه الحالة يكون الجاني مسؤولًا عن قتل الضحية نتيجة الأذى الذي ألحقه بها، وتكون العقوبة أقل شدة من عقوبة القتل العمد، لكنها تظل خطيرة وتشمل السجن والدية.

•      السجن: لمدة تختلف حسب تقدير المحكمة بناءً على ظروف الجريمة.

•      الدية: تُدفع دية القتل شبه العمد وتكون أقل شدة من دية القتل العمد.

3-     عقوبة القتل الخطأ: القتل الخطأ يُعرف بأنه: الجريمة التي يرتكبها الشخص دون قصد جنائي أو نية مسبقة للقتل، نتيجة للإهمال أو عدم الحذر, وفي هذه الحالات تكون العقوبات أقل شدة مقارنة بالقتل العمد أو شبه العمد، وتشمل الدية والسجن، حيث يركز القانون على تحقيق العدالة وتعويض أهل الضحية.

أهمية الاستعانة بمحامٍ في قضايا القتل؟

إذا كنت تعاني من إحدي القضايا الجنائية وتبحث عن أفضل محامي جنائي ؟ أو ترغب في طلب استشارة قانونية متعلقة  بأركان الجريمة الجنائية في السعودية فلا تتردد وتواصل الآن مع أفضل مكتب محاماة متخصص في القضايا الجنائية كمكتب المؤيد للمحاماة والاستشارات القانونية؛ أداء متميز وخبرة قانونية كبيرة, وفريق كبير من المحامين والمستشارين القانونيين؛ مستوى عال من الاطلاع القانوني المستمر,  وايجاد الحلول المؤكدة لوصولك بقضيتك لبر الأمان, علاوة على مزيد من الاجراءات القانونية المتمثلة في:

• ضمان حقوقك: نضمن لك  عدم انتهاك حقوقك كمتهم خلال التحقيق والمحاكمة.
• تحليل الأدلة: حيث نقوم  بتحليل الأدلة بشكل دقيق، وتقديم الدفوع القانونية المناسبة لقضيتك.
• الدفاع الفعال: نساعدك  في بناء دفاع قوي ومقنع، سواء كان الهدف هو تخفيف العقوبة أو نفي التهمة عنك.
• التفاوض مع أولياء الدم: نضمن لك في بعض الحالات، التفاوض مع أولياء الدم للوصول إلى صلح يرضي جميع الأطراف المتنازعة( الجاني وأولياء أمور المجني علية).
• ضمان محاكمة عادلة: نضمن لك السير في  الدعوي الجنائية وصولا للمحاكمة العادلة, وفقًا للقانون.

وفي النهاية: تشكل قضايا القتل والشروع في القتل تحديا قانونيا وإنسانيا يتطلب مزيجا من الحزم في تطبيق العقوبات, والرحمة في إتاحة فرص الصلح والعفو عند الإمكان, ويظهر النظام القضائي السعودي توازنا دقيقا بين الردع والعدالة من خلال منظومة متكاملة من القوانين والإجراءات التي تضمن حفظ الحقوق وإقامة العدل, ويُعد وجود محامٍ متخصص أمرا ضروريا في مثل هذه القضايا المعقدة نظرا لما تحمله من أبعاد قانونية ونفسية واجتماعية تحتاج إلى خبرة وحنكة قانونية عالية, إليك شركة المؤيد للكحاماة والاستشارات القانونية باع طويل في مثل هذه القضايا, وحصن الحقوق وضمان النتيجة المؤكدة.