حقوق المرأة في النفقة: ما يجب أن تعرفه كل زوجة في السعودية

حقوق المرأة في النفقة: ما يجب أن تعرفه كل زوجة في السعودية في المملكة العربية السعودية، تحظى المرأة بحقوقٍ مقرّرة ومكفولة لها بموجب الشريعة الإسلامية والنظام القضائي المعتمد، ومن أبرز هذه الحقوق حقها في النفقة. فالنفقة ليست منّة أو فضلًا، بل هي واجب شرعي وقانوني يتحمله الزوج تجاه زوجته وأولاده، سواء خلال الحياة الزوجية أو بعد الطلاق في حالات معينة. ولأن الكثير من الزوجات قد يجهلن التفاصيل الدقيقة المتعلقة بهذا الحق، يصبح من الضروري توضيح جميع جوانبه: أنواعه، شروطه، كيفية المطالبة به، الحالات التي يسقط فيها، وغيرها من المسائل المرتبطة به في النظام السعودي.
في هذا المقال، نسلّط الضوء على كل ما يجب أن تعرفه المرأة السعودية بشأن حقوقها في النفقة، وذلك بطريقة مبسطة وشاملة، تهدف إلى تمكين المرأة من الدفاع عن حقها بالوسائل النظامية والشرعية المتاحة.
ابشر بعزك نحن في خدمتك
فقط املئ البيانات
وسوف نتواصل معك
أولًا: تعريف النفقة وأساسها الشرعي والنظامي
1. تعريف النفقة
النفقة في اللغة تعني ما ينفقه الإنسان على غيره. أما اصطلاحًا، فتعني “توفير ما يلزم للمرأة من مأكل، ومشرب، وملبس، ومسكن، وعلاج، وما يلزمها من حاجيات بحسب العرف والعادة والاحتياج”.
2. الأساس الشرعي للنفقة
النفقة واجبة في الشريعة الإسلامية بنصوص القرآن والسنة، ومن ذلك:
- قوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ…) [النساء: 34]
- وقوله سبحانه: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [البقرة: 233]
كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف.” [رواه مسلم]
3. الأساس النظامي للنفقة في السعودية
أقرّ نظام الأحوال الشخصية السعودي الصادر حديثًا قواعد تفصيلية واضحة للنفقات، وحدّد أنواعها، وآلية المطالبة بها، والحالات التي تستحق فيها المرأة النفقة، وكيفية تنفيذ الأحكام الصادرة بشأنها.
ثانيًا: أنواع النفقات التي تستحقها المرأة في السعودية
1. النفقة الزوجية
وهي النفقة التي تستحقها المرأة خلال قيام العلاقة الزوجية، وتشمل:
- الطعام والشراب.
- الملبس.
- السكن.
- العلاج والدواء.
- ما جرت به العادة من حاجيات بحسب المستوى الاجتماعي.
وتُقدَّر النفقة حسب حالة الزوج المادية ودرجة يسره أو عسره.
2. نفقة العدة
إذا وقع الطلاق، فللمرأة المطلقة الحق في النفقة خلال فترة العدة، خاصة في الحالات التالية:
- المرأة الحامل: تستحق النفقة حتى تضع حملها.
- المرأة غير الحامل: تستحق النفقة مدة العدة في الطلاق الرجعي فقط.
- المطلقة طلاقًا بائنًا: لا تستحق النفقة إلا إذا كانت حاملاً.
3. نفقة المتعة
وهي مبلغ مالي يُقدَّر من قبل القاضي ويُصرف للمطلقة كتعويض عن الطلاق، خصوصًا إذا تم الطلاق من طرف الزوج دون سبب مشروع من جانب الزوجة. وهذه النفقة تخضع لتقدير المحكمة بحسب وضع الطرفين.
4. نفقة الأولاد
وهي النفقة التي يستحقها الأولاد المقيمون مع الأم بعد الطلاق، وتشمل:
- الطعام والشراب.
- السكن.
- الملبس.
- الرعاية الصحية والتعليمية.
وتستمر هذه النفقة حتى بلوغ الأولاد سنّ الرشد أو زواج الفتاة.
5. نفقة الحضانة
إذا كانت الأم حاضنة، فلها حق إضافي في النفقة يتعلق بمصاريف الحضانة، خاصة إن كانت تتحمل عبء الرعاية اليومي الكامل.
ثالثًا: كيفية تقدير النفقة في المحاكم السعودية
في السعودية، لا توجد قيمة ثابتة أو نسبة محددة للنفقة، بل يتم تحديدها من قبل القاضي بناءً على عدة معايير، أهمها:
- دخل الزوج الشهري ومصادر رزقه.
- عدد الأبناء أو الزوجات إن وُجد.
- الوضع الاجتماعي للطرفين.
- حاجة المرأة والأبناء.
- مكان السكن وتكاليف المعيشة فيه.
وعليه، قد تكون النفقة في مدينة مثل الرياض أو جدة أعلى منها في منطقة ريفية، تبعًا لاختلاف تكاليف المعيشة.
رابعًا: كيف تطالب المرأة بحقوقها في النفقة؟
1. التوجه إلى محكمة الأحوال الشخصية
تُقدِّم المرأة دعوى قضائية تطالب فيها بنفقتها أمام المحكمة المختصة، وتقدم فيها ما يلي:
- عقد الزواج أو صك الطلاق.
- إثبات وجود أولاد (إن وجدت مطالبة بنفقتهم).
- بيان حالة الزوج المادية أو عمله.
- أي دليل يدعم مطالبها (مثل رسائل، شهود، وثائق).
2. طلب النفقة المؤقتة
في بعض الحالات، يمكن للزوجة أن تطلب نفقة مؤقتة خلال نظر القضية، خاصة إذا كانت تمر بظروف مالية صعبة، وقد تستجيب المحكمة بسرعة لهذا الطلب.
3. تنفيذ الحكم القضائي
بعد صدور الحكم، يمكن للزوجة تنفيذ النفقة من خلال محكمة التنفيذ، التي قد تلجأ إلى:
- الحجز على راتب الزوج.
- منعه من السفر.
- إيقاف خدماته الحكومية.
- سجنه تنفيذًا للحكم.
خامسًا: متى تسقط نفقة الزوجة؟
رغم أن النفقة حق مكفول، فإن هناك حالات محددة تسقط فيها:
- نشوز الزوجة: أي خروجها عن طاعة زوجها دون سبب شرعي.
- هجر منزل الزوجية بلا مبرر.
- رفض الزوجة تنفيذ حكم رجوعها إلى بيت الزوج.
ولكن يشترط لإسقاط النفقة أن يُثبت الزوج ذلك شرعًا، ويصدر به حكم قضائي، فلا يجوز له الامتناع من تلقاء نفسه.
سادسًا: هل يجوز للمرأة التنازل عن النفقة؟
نعم، يجوز للمرأة التنازل عن النفقة بمحض إرادتها، ولكن يفضل أن يكون ذلك بموجب وثيقة رسمية أو صك شرعي، منعًا لأي نزاع مستقبلي.
ومع ذلك، يمكن للمرأة الرجوع عن التنازل إذا ثبت أن التنازل تم تحت ضغط أو إكراه، أو إن استجدت ظروف تجعل التنازل غير عادل.
سابعًا: النفقة والزوجة العاملة
العمل لا يسقط عن الزوج وجوب النفقة، إلا إذا اتفق الطرفان على غير ذلك، بشرط أن يكون:
- الاتفاق موثقًا أو مثبتًا شرعًا.
- برضا الطرفين.
فالنفقة واجبة على الزوج، والمرأة لا تُجبر على الإنفاق على نفسها أو أبنائها، مهما بلغ راتبها.
ثامنًا: ما دور المحامي في قضايا النفقة؟
الاستعانة بمحامٍ متخصص في قضايا الأحوال الشخصية، وخاصة النفقة، يُعد خطوة مهمة للمرأة لضمان:
- معرفة الإجراءات القانونية بشكل دقيق.
- تقديم الدعوى بطريقة صحيحة وسريعة.
- حماية حقوقها من أي تنازلات غير مقصودة.
- التفاوض نيابة عنها إن رغبت بالتسوية الودية.
تاسعًا: كيف تحمي المرأة حقها في النفقة؟
لحماية حقها في النفقة، على المرأة أن:
- تحتفظ بجميع الوثائق والمستندات ذات الصلة.
- توثق أي تقصير من الزوج في النفقة (مثل رسائل الامتناع عن الصرف).
- تطالب بحقها نظاميًا وعدم التهاون أو التأجيل.
- تستشير أهل الخبرة أو الجهات المختصة قبل أي تنازل.
- تستخدم المنصات القضائية الرقمية (مثل “ناجز”) لتقديم الدعاوى.
عاشرًا: أسئلة شائعة حول النفقة في السعودية
هل يمكن المطالبة بالنفقة بأثر رجعي؟
نعم، إذا ثبت امتناع الزوج عن الإنفاق لفترة سابقة، يمكن للمحكمة إلزامه بدفع النفقة المتأخرة.
ما المدة الزمنية للفصل في قضية النفقة؟
تختلف باختلاف تعقيد القضية، لكنها عادة ما تكون من القضايا التي تُنظر بشكل سريع نسبيًا.
هل النفقة تُحسب كنسبة من دخل الزوج؟
لا، بل تُقدَّر وفقًا لظروف كل حالة على حدة، ودخل الزوج مجرد معيار واحد من عدة معايير.
الحادية عشرة: أثر النفقة في استقرار الأسرة
من المهم أن نُدرك أن النفقة ليست مجرد عبء مادي على الزوج، أو مجرد حق مالي للمرأة، بل هي دعامة أساسية من دعائم استقرار الأسرة في الشريعة الإسلامية والنظام السعودي على حد سواء. حين يلتزم الرجل بالإنفاق على زوجته وأبنائه، يتحقق بذلك التوازن النفسي والاجتماعي داخل البيت، وتُغلق الكثير من أبواب الشقاق.
1. النفقة وسكينة الأسرة
توفير الحاجات الأساسية للزوجة والأبناء يولد شعورًا بالأمان، ويمنح المرأة الثقة بزوجها، مما ينعكس إيجابيًا على العلاقة الزوجية. فالمرأة التي لا تُحرم من حاجاتها، ولا تضطر للشكوى أو الاستجداء، ستكون أكثر قدرة على العطاء، وأكثر استقرارًا نفسيًا.
2. النفقة كمسؤولية تربوية
حين يدفع الزوج نفقة الأبناء بعد الطلاق، فهو لا يؤدي واجبًا ماليًا فحسب، بل يشارك في تربيتهم بشكل غير مباشر، لأنه يؤمن لهم حاجاتهم، ويُبقي حضوره في حياتهم حتى إن لم يكن مقيمًا معهم.
3. النفقة وقضايا الطلاق
كثير من حالات الطلاق تبدأ بأزمات مالية، أو بامتناع الزوج عن تحمل مسؤولياته، وعلى رأسها النفقة. ولو التزم الرجال بالنفقة الشرعية العادلة، لانخفضت نسب الطلاق، ولأصبح التفاهم أسهل في أوقات الأزمات.
الثانية عشرة: هل يمكن التنازل عن الحضانة مقابل النفقة؟
من الأمور التي تُطرح كثيرًا في قضايا الطلاق ما إذا كانت الأم يمكن أن تتنازل عن حضانة أبنائها مقابل ضمان النفقة، أو أن يساوم الزوج الأم على الحضانة مقابل توقفه عن النفقة.
1. الحضانة حق للأبناء لا يجوز المساومة عليه
تؤكد الشريعة الإسلامية والأنظمة القضائية السعودية أن الحضانة ليست ملكًا للأب أو الأم، بل هي حق للأبناء، يُقدّر فيه الأصلح والأكفأ. وبالتالي، لا يجوز التنازل عنها من الأم مقابل المال، ولا يجوز للأب أن يفرض هذا التنازل كشرط للنفقة.
2. النفقة لا تسقط مقابل الحضانة
حتى وإن تنازلت الأم عن الحضانة، فإن الزوج لا يُعفى من النفقة، بل تظل النفقة واجبة بحسب من يتولى الحضانة، سواء كان هو أو غيره، مادام الأطفال في حاجة إليها، ومادام هو القادر على الإنفاق.
3. القاضي يرفض الاتفاقات غير الشرعية
في حال عرض أحد الأطراف على المحكمة اتفاقًا يتضمن تنازلاً عن الحضانة مقابل المال أو العكس، فإن القاضي لن يقبل به إذا كان فيه إخلال بمصلحة الأبناء، وسيُعيد تقييم الوضع من منظور شرعي وقانوني.
الثالثة عشرة: التغيرات الحديثة في السعودية المتعلقة بالنفقة
شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة إصلاحات ملحوظة في تنظيم الأحوال الشخصية، من أبرزها ما يتعلق بالنفقة:
1. تفعيل المحاكم الرقمية
باتت المرأة اليوم قادرة على تقديم دعوى نفقة إلكترونيًا عبر منصة “ناجز”، دون الحاجة للذهاب للمحكمة في بداية الإجراءات، مما سهل على الكثير من النساء اتخاذ الخطوة الأولى.
2. سرعة البت في قضايا النفقة
بسبب أهمية النفقة وحساسيتها، أصبحت القضايا المتعلقة بها تُعالج بسرعة نسبية مقارنة بقضايا أخرى، ويُمكن طلب نفقة مؤقتة أثناء النظر في الدعوى.
3. توثيق الاتفاقات بين الطرفين
أصبح من الممكن للزوجين الاتفاق على مبلغ النفقة أو أي تفاصيل تتعلق بها وتوثيقها رسميًا لدى المحكمة أو الموثقين المعتمدين، مما يُقلل من النزاعات المستقبلية.
الرابعة عشرة: التوجيهات الختامية لكل زوجة
إن معرفة المرأة بحقوقها، وخصوصًا ما يتعلق بالنفقة، هو أحد مفاتيح الاستقلال والكرامة. ولكل زوجة في السعودية، هذه مجموعة من النصائح الذهبية:
- لا تتهاوني في المطالبة بحقك. النفقة ليست تفضلًا من الزوج، بل هي فريضة شرعية.
- احتفظي دائمًا بوثائقك، مثل عقد الزواج، شهادات ميلاد الأبناء، وأي مراسلات ذات صلة.
- راجعي مختصة قانونية أو محامية، خاصة في القضايا المعقدة أو التي تشمل أطفالًا.
- لا تقبلي التنازل عن النفقة إلا إذا كنتِ على دراية كاملة بتبعاته.
- اعلمي أن الدولة تضمن لكِ حقك، ولا تترددين في اللجوء للمحكمة إن لزم الأمر.
- كوني على دراية بأن النفقة حق مستمر، ولا يسقط بمضايقات أو تهديدات من الزوج أو غيره.
الخامسة عشرة: عقوبة الامتناع عن دفع النفقة في السعودية
في سبيل حماية حقوق الزوجة والأبناء، لم يكتفِ النظام السعودي بإقرار حق النفقة، بل أقر عقوبات على الزوج الممتنع عن دفعها دون مبرر مشروع.
1. إجراءات التنفيذ ضد الممتنع
إذا صدر حكم قضائي بإلزام الزوج بدفع النفقة وامتنع عن التنفيذ، يمكن للزوجة التقدم بطلب تنفيذ الحكم عبر منصة “ناجز”، ليتم اتخاذ الإجراءات التالية:
- إلزام الزوج بالدفع خلال فترة زمنية محددة.
- الحجز على راتبه أو ممتلكاته.
- المنع من السفر.
- إيقاف الخدمات الحكومية عنه (مثل إصدار أو تجديد جواز السفر، الرخصة… إلخ).
2. المسؤولية الجنائية
إذا ثبت تعمد الزوج الامتناع عن دفع النفقة رغم صدور حكم، فقد يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، وفقًا لما أقره نظام التنفيذ. الهدف من ذلك ليس العقاب فقط، بل ردع المتلاعبين بحقوق المرأة والأبناء.
السادسة عشرة: النفقة كحق لا يسقط بالتقادم
من النقاط الجوهرية في نظام النفقة في السعودية أن هذا الحق لا يسقط بمرور الوقت، طالما أن الزوجة أو الأبناء لم يحصلوا عليه فعلًا. ويحق للزوجة المطالبة بنفقة متأخرة لعدة أشهر أو حتى سنوات، طالما وُجدت الأدلة على أن الزوج لم يكن ينفق في تلك الفترة.
وقد تشمل هذه المطالبات:
- نفقة الطعام والشراب.
- نفقة المسكن.
- نفقة العلاج.
- نفقة تعليم الأبناء.
- أجرة الخادمة إن وُجدت الحاجة.
السابعة عشرة: متى تُسقط النفقة عن الزوجة؟
رغم أن النفقة واجبة في الأصل، إلا أن هناك حالات معينة تسقط فيها عن الزوجة، ويجب أن تكون كل امرأة على علم بها:
1. إذا ثبت نشوز الزوجة
النشوز هو امتناع الزوجة عن طاعة زوجها في غير معصية أو مغادرة بيت الزوجية دون إذن مشروع. في هذه الحالة، وبعد إثبات النشوز قضائيًا، تسقط نفقتها خلال فترة النشوز فقط، ولكن يعود الحق إذا عادت إلى الطاعة.
2. في حالة الخلع
إذا طلبت الزوجة الخلع بإرادتها دون تقصير من الزوج، وسقطت عن نفسها بعض الحقوق، قد تُسقط النفقة المستقبلية (وليس المتأخرة)، حسب ما يُتفق عليه بين الطرفين أو يحكم به القاضي.
3. الطلاق الرجعي خلال العدة
في الطلاق الرجعي، تظل النفقة واجبة على الزوج خلال فترة العدة ما دامت الزوجة غير ناشز. أما في الطلاق البائن، فليس له نفقة إلا إذا كانت حاملاً.
الثامنة عشرة: حقوق المرأة الأجنبية في النفقة
تتساءل بعض النساء غير السعوديات المتزوجات من سعوديين عن موقفهن القانوني إذا نشب خلاف مع أزواجهن، فهل لهن نفس الحقوق؟ الجواب:
- نعم، تحصل المرأة الأجنبية على النفقة بنفس الشروط التي تحصل عليها السعودية.
- النظام لا يُفرق بين الجنسيات في الحقوق الأسرية، ما دام الزواج موثقًا ومعترفًا به.
- يمكنها رفع دعوى نفقة عبر المحاكم السعودية، كما يمكنها طلب تنفيذ الحكم في حال الامتناع.
التاسعة عشرة: دور محامي الأحوال الشخصية في قضايا النفقة
في الكثير من الأحيان، يكون وجود محامٍ متخصص في الأحوال الشخصية أمرًا ضروريًا للمرأة التي تواجه معركة قانونية بشأن النفقة، ومن أهم أدوار المحامي:
- تقديم الاستشارة القانونية الدقيقة.
- صياغة الدعوى ورفعها للمحكمة.
- تقديم الأدلة التي تثبت الحاجة أو الامتناع عن النفقة.
- التفاوض للوصول إلى تسوية عادلة.
- متابعة إجراءات التنفيذ واسترداد الحقوق المالية.
اختيار محامٍ متمرس، خصوصًا في قضايا النفقة والأحوال الشخصية، يختصر الكثير من الجهد، ويقلل من المعاناة النفسية التي قد ترافق النزاع الأسري.
العشرون: النفقة لا تقتصر على المال فقط
من الجوانب التي يجب التطرق إليها، أن النفقة ليست دائمًا مالًا يُسلّم في اليد، بل قد تشمل أشياء أخرى:
- توفير السكن المناسب.
- دفع أقساط المدارس أو الجامعات.
- شراء ملابس أو أدوات منزلية بشكل دوري.
- تحمل مصاريف العلاج.
- دفع أجور النقل أو الخادمة إذا دعت الحاجة.
كل هذه تُحتسب ضمن النفقة ويمكن تقديرها نقدًا إذا دعت الحاجة.
الحادية والعشرون: الخاتمة
حقوق المرأة في النفقة بالمملكة العربية السعودية ليست مجرد شعارات نظرية، بل هي حقوق أصيلة نصّت عليها الشريعة الإسلامية، وجسدتها الأنظمة القضائية السعودية في صيغ واضحة ومُلزمة. ومع تطور المنصات القضائية الرقمية، وازدياد الوعي القانوني، أصبح من السهل على المرأة أن تطالب بحقوقها دون عناء كبير.
لكن يظل مفتاح الحل في وعي المرأة بحقها، وعدم ترددها في المطالبة به، وحرصها على التوثيق والاستشارة، واللجوء إلى محامٍ متخصص عند الحاجة.
النفقة ليست إحسانًا، بل عدل، ليست منّة، بل فرض. وكل امرأة تعرف قيمتها، تعرف أن الإنفاق عليها هو احترام لها، وصيانة لكرامتها، وضمان لحياة أسرية مستقرة لا يشوبها ظلم أو تقصير.